ظلت المخاطر التي يوجهها الصحفيون في العالم تتزايد باضطراد. ففي كل عام، يُقتل ما يزيد على 30 صحفيا، في المتوسط، في حين يُفلت القتلة من العقاب في تسعين في المائة من الحالات تقريبا. كما يتعرض مئات الصحفيين في كل عام للاعتداء والتهديد والمضايقة، بينما يُستهدف الكثيرون بالمراقبة والتعقب، أو التنصت على مكالماتهم الهاتفية واتصالاتهم عبر الإنترنت. ولا يمر يومٌ إلا وهناك ما يفوق على 150 صحفيا خلف القضبان، وبعضهم بلا تهمة. ولا يزال ما لا يقل عن 35 صحفيا في عداد المفقودين. ويواجه الصحفيون في مهنتهم إجهادا عاطفيا حينما يغطون قصصا إخبارية تنطوي على الألم أو الخسارة في الأرواح كحالات الاعتداء الجنسي على الأطفال والهجمات الإرهابية ضد المدنيين.

دليل لجنة حماية الصحفيين لأمن الصحفيين

 

i مقدمة: عالم إخباري جديد


مهنة خطرة: القتلى، 1992

You need to upgrade your Flash Player

1992


ظلت المخاطر التي يوجهها الصحفيون في العالم تتزايد باضطراد. ففي كل عام، يُقتل ما يزيد على 30 صحفيا، في المتوسط، في حين يُفلت القتلة من العقاب في تسعين في المائة من الحالات تقريبا. كما يتعرض مئات الصحفيين في كل عام للاعتداء والتهديد والمضايقة، بينما يُستهدف الكثيرون بالمراقبة والتعقب، أو التنصت على مكالماتهم الهاتفية واتصالاتهم عبر الإنترنت. ولا يمر يومٌ إلا وهناك ما يفوق على 150 صحفيا خلف القضبان، وبعضهم بلا تهمة. ولا يزال ما لا يقل عن 35 صحفيا في عداد المفقودين. ويواجه الصحفيون في مهنتهم إجهادا عاطفيا حينما يغطون قصصا إخبارية تنطوي على الألم أو الخسارة في الأرواح كحالات الاعتداء الجنسي على الأطفال والهجمات الإرهابية ضد المدنيين.

والعالم بالنسبة للصحفي هو مكان صغير أيضا. فبفضل التكنولوجيا الرقمية أصبح بإمكان كل إنسان تقريبا أن يتابع الأحداث لحظةً بلحظة، بل وأن يتابع تغطيةً إخباريةً يقدمها صحفيون معينون أو وسائل إعلامية محددة. ويدرك مرتكبو العنف والفساد حول العالم أن الإعلام يُشكِّل المفاهيم والتصورات وأنه بوسع عمل الصحفيين الأفراد أن يهدد أنشطتهم. وتشهد بعض البلدان مستوى غير مسبوق من التحزب في وسائل الإعلام المبثوثة عبر التلفاز والراديو والإنترنت اضمحلت بفعله الحدود الفاصلة بين الصحفيين والمناصرين، وهو ما يؤكد أكثر على أهمية مفهوم أن الصحفيين هم محايدون ومراقبون مهنيون. والمحصلة هي انتشار بيئة أكثر عداءً للصحافة في أماكن تتراوح بين بلدات صغيرة هادئة ومناطق حروب دولية. وعلى الصحفيين أينما كانوا في هذا الزمان أن يحموا أنفسهم ويذودوا عن بعضهم أكثر من أي وقت مضى.

كما اختلف العمل الإخباري التجاري أيضا، حيث أدى تقليص نفقات غرف الأخبار إلى الاعتماد أكثر على الصحفيين المستقلين للحصول على القصص الإخبارية من الخطوط الأمامية، من موجات التسونامي على بعد آلاف الأميال إلى حوادث الطرق السريعة المحلية إلى التسرب النفطي في المحيطات إلى المظاهرات السياسية إلى النزاعات المسلحة إلى الجريمة المنظمة. ورغم أن الكثيرين من أولئك المراسلين يحملون وثائق اعتماد وشارات صحفية صادرة من منظمات إعلامية كبرى، فلا يزالون موظفين بعقود بحيث قد تقع على عاتقهم مسؤولية الاستعداد والاعتناء بأنفسهم والتجهّز بالمعدات وشراء التأمين. ويُرجح أن يواجه هذه التحديات ذاتها المواطنون الصحفيون على اختلاف أصنافهم. أما المساهمون بلا أجر فهم يضطلعون بتغطية القصص الإخبارية لصالح شبكات إعلامية جديدة آخذة بالتطور، في حين يحصلون على مقدار ضئيل من الدعم أو التدريب أو لا يحظون بأي منهما البتة. واليوم، بات صحفيون أكثر من ذي قبل يختارون القصص الإخبارية التي يودون تغطيتها ويقررون بشأن كيفية تناولها، أي أنهم، بعبارة أخرى، يعملون وحدهم إلى حد كبير.

يُفصِّل هذا الدليل ما ينبغي للصحفيين معرفته في عالم متجدد ومتغير. وهو للصحفيين المحليين والدوليين من جميع المستويات، فيبين سُبل الاستعداد الأساسي للصحفيين الجُدد في كل بقاع العالم القائمين بمهماتهم الأولى، ويجدد معلومات الصحفيين العائدين إلى العمل الميداني في منتصف حياتهم المهنية، ويُسدي المشورة للصحفيين من جميع مستويات الخبرة إزاء قضايا معقدة كالأمن الرقمي وتقييم التهديدات.


الفصل التالي: الاستعداد الأساسي

دليل لجنة حماية الصحفيين لأمن الصحفيين

جدول المحتويات

الاستعداد الأساسي
 



دليل لجنة حماية الصحفيين لأمن الصحفيين » انتقل الى: