مقتل المصورين الصحفيين البارزين، هيذرنغتون وهوندروس، في ليبيا

نيويورك، 20 نيسان/إبريل 2011 – لقي المصوران الصحفيان تيم هيذرنغتون وكريس هوندروس حتفهما في انفجار في مدينة مصراتة الواقعة في غرب ليبيا اليوم، كما أصيب مصوران آخران بجراح. ويُعتبر هيذرنغتون وهوندروس من المصورين المشهود لهما وقد عملا في مناطق نزاع حول العالم، كما شارك هيذرنغتون في إخراج الفيلم الوثائقي ‘ريستريبو’ الذي ترشح للفوز بجائزة الأوسكار، في حين وصل هوندروس المرحلة النهائية في التنافس على جائزة بوليتزر لعام 2004 “لتغطيته الشجاعة والمؤثرة” للاضطرابات في ليبريا.

وقد عبّر المدير التنفيذي في لجنة حماية الصحفيين جويل سايمون عن عزاء اللجنة قائلًا: “نقدم تعازينا الحارة إلى أسرتي تيم هيذرنغتون وكريس هوندروس وإلى أصدقائهما وزملائهما. لقد كان لعملهما في أخطر الأماكن في العالم بالغ الأثر على فهمنا ونظرتنا للحرب. إن وفاتهما لمثال آخر لقسوة الحرب وتذكير لنا بمدى الصعوبة الهائلة التي أضحت تَسِمُ التغطية الإعلامية للنزاع في ليبيا.”

وكشفت التقارير الإخبارية عن هوية المصوريْن المصابيْن وهما البريطاني غاي مارتن الذي يعمل لحساب وكالة صور ‘بانوس’، ومايكل بروان الذي كان يعمل لدى وكالة ‘كوربيس’. وقد وُصِفت جراح مارتن بالخطيرة.

وقد أذيع مقتل هيذرنغتون بُعيد وقوع الانفجار، بينما نُقل هوندروس إلى مركز طبي محلي بعد إصابته بجراح خطيرة. وقد علمت لجنة حماية الصحفيين بوفاة هوندروس في رسالة تلقتها من وكالة ‘غيتي إميجيز’ في وقت مبكر هذا المساء.

أفادت صحيفة لوس أنجليس تايمز نقلًا عن أطباء وزملاء بأن الانفجار كان ناجمًا عن قذيفة هاون كما يُعتقد. ورغم أن الثوار يسيطرون على مدينة مصراتة فإن الصراع عليها ما زال محمومًا. وأضافت الصحيفة في تقريرها القادم من مصراتة بأن الصحفيين كانوا يعملون قرب الخطوط الأمامية للميليشيا المحلية.

امتاز هيذرنغتون وهوندروس بعملهما المتفوق في أخطر بقاع العالم. وقد أخرج هيذرنغتون بالتشارك مع الصحفي الأمريكي سيباستيان جونغر في عام 2010 فيلم ‘ريستريبو’ الذي يوثق للسنة التي أمضياها في العمل في أفغانستان تحت غطاء الجيش الأمريكي. ووفقًا لسيرته الذاتية المنشورة على شبكة الإنترنت، وُلِد هيذرنغتون في عام 1970 وحاز على عدة جوائز منها جائزة ألفريد دوبونت للصحافة المرئية والمسموعة لعام 2009 وفاز في مسابقة ‘ورلد برس فوتو’ لعام 2007. أما هوندروس، 41 عامًا، فقد عمل في مناطق متوترة مثل كوسوفو وسيراليون وأفغانستان وليبريا، وحاز على ميدالية روبرت كابا الذهبية لعام 2006 الممنوحة من نادي الصحافة الأجنبية تقديرًا له على عمله في العراق. وأشارت صحيفة لوس أنجليس تايمز إلى أن صورًا التقطها هوندروس كانت من بين الصور الظاهرة على صفحتها الأولى من طبعة اليوم.

وفي هذا العام قُتل صحفيان آخران في النزاع الدائر في ليبيا، حيث أطلق مسلح مجهول النار على محمد النبوس، مؤسس تلفزيون ‘ليبيا الحرة’ الذي يبث عبر شبكة الإنترنت، بينما كان ينقل بالصوت نقلًا مباشرًا مجريات معركة دارت في مدينة بنغازي يوم 19 آذار/مارس. كما لقي مصور قناة ‘الجزيرة’ علي حسن الجابر حتفه بعيار ناري في كمين تعرض له فريق القناة بالقرب من بنغازي يوم 13 آذار/مارس.

لقد وثقت لجنة حماية الصحفيين أكثر من 80 هجوم على الصحافة منذ اندلاع الاضطرابات السياسية في ليبيا في شهر شباط/فبراير. وانطوت هذه الهجمات على سقوط قتلى، ووقوع إصابات عديدة، واعتقال 49 صحفيًا، والاعتداء على 11 آخرين، والهجوم على منشأتين إعلاميتين، والتشويش على بث محطتي تلفزة أجنبيتين، وما لا يقل عن أربع حالات من إعاقة العمل، وطرد صحفيين أجنبيين، وانقطاع خدمة الإنترنت. ولا يزال ستة صحفيين على الأقل في عداد المفقودين وسط تكهنات تشير إلى احتجازهم لدى قوات الأمن. ولا يزال مصير صحفي أجنبي واثنين من العاملين في مساندة الإعلاميين مجهولًا.