مقتل صحفي عراقي بالرصاص في بغداد

نيويورك، 9 أيلول/سبتمبر 2011 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها لجريمة قتل الصحفي والمخرج السينمائي والكاتب المسرحي هادي المهدي، والتي جرت في بغداد مساء يوم الخميس، وتطالب السلطات العراقية باتخاذ إجراءات فورية لجلب الجناة إلى العدالة.

قُتل هادي المهدي بالرصاص مساء يوم الخميس في بيته الذي يقع في شارع أبو نواس في منطقة بغداد الجديدة. وكان المهدي يدير برنامجا إذاعياً ينتقد فيه الحكومة، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية. وأفادت وكالة ‘أسوشيتد برس’ للأنباء أن ضابطاً في الشرطة قال إن المسلحين الذين قتلوا المهدي استخدموا مسدسات كاتمة للصوت. وقال شهود في مكان الجريمة لمنظمة هيومان رايتس ووتش إنهم لم يلاحظوا أية أدلة على حدوث مقاومة للمهاجمين أو سرقة، وقد ظلت المقتنيات الثمينة للصحفي على حالها. وتحقق لجنة حماية الصحفيين في هذه القضية لتحديد ما إذا كانت مرتبطة بعمل الصحفي.

 

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “يظل العراق أحد أخطر الأماكن لعمل الصحفيين، كما يتسم سجل السلطات العراقية فيما يتعلق بالإفلات من العقاب بالضعف الشديد. لقد أدت هذه الجريمة إلى إسكات صوت عراقي مستقل، ولا يجوز أن يظل مرتكبو الجريمة دون عقاب”.

 

كان المهدي يذيع برنامجا إذاعيا ثلاث مرات أسبوعيا عبر ‘إذاعة تموز’ المستقلة يدعى “يا سامعين الصوت”، والذي غطى قضايا اجتماعية وسياسية في العراق بما في ذلك الفساد الحكومي، وظاهرة الرشوة، والطائفية. وفي أيار/مايو، قال المهدي لصحيفة ‘نيويورك تايمز’، “هم يطلبون مني ألا أتحدث في السياسة”. وأفاد أحد أصدقائه المقربين للجنة حماية الصحفيين إنه ظل يدعو الحكومة إلى توفير خدمات عامة أفضل وخصوصا توزيع المياه والكهرباء للشعب العراقي. وكان المهدي أيضاً يدير صفحة على موقع فيسبوك عمل من خلالها على تنظيم تظاهرات في بغداد في كل يوم جمعة للمطالبة بنشر الديمقراطية، وكان يخطط لتظاهرة في يوم الجمعة من هذا الأسبوع. وكتب على صفحته في موقع فيسبوك إنه تلقى عدة تهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر هاتفه الخلوي.

 

وكانت السلطات العراقية قد اعتقلت هادي المهدي وعدة صحفيين آخرين في شباط/فبراير خلال تظاهرة مناهضة للحكومة جرت في بغداد، وزعمت تقارير إنه تعرض للضرب وتم وضع عصابة على عينيه، وتم تهديده بالتعذيب،حسبما أوردت لجنة حماية الصحفيين. يظل العراق أحد أشد الأماكن فتكاً بالصحفيين العاملين هناك. فمنذ عام 1992، قتل 150 صحفيا في العراق، بما في ذلك خمسة صحفيين قتلوا في عام 2011 وحده، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.