مقتل صحفي سوري في مدينة حماة

نيويورك، 21 أيلول/سبتمبر 2012 – شنت قوات الأمن السورية هجوماً في يوم الأربعاء على منزل مصور كان قد التقط مئات المقاطع المصورة حول النزاع الدائر في البلاد، وأدى الهجوم إلى حرق المنزل ومقتل الصحفي وثلاثة من أصدقائه، حسبما أفاد ناشطون محليون لوسائل إعلام دولية. تشجب لجنة حماية الصحفيين هذا الاعتداء الوحشي وتطالب جميع الأطراف بالكف عن استهداف الصحفيين.

جرى الهجوم في مدينة حماة ضد منزل المصور عبد الكريم العقدة، وهو مراسل صحفي ومصور يعمل مع شبكة ‘شام‘ الإخبارية، وهي منظمة إخبارية أسسها مواطنون تتخذ من دمشق مقراً لها. وأفادت تقارير الأنباء بأن الجنود قاموا أولاً بقتل الصحفي وأصدقائه ومن ثم عمدوا إلى حرق المنزل، ولكن لم تورد التقارير تفاصيل محددة عن طريقة قتلهم. وقالت التقارير إن مقطع فيديو نُشر على موقع يوتيوب يُظهر أربعة جثث محترقة بشدة.

 

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشط إعلامي قوله إن الجيش استهدف منزل عبد الكريم العقدة بسبب نشاطاته في تغطية الاضطرابات. وقال الناشط “لقد كانوا يعرفون هويته جيداً. وكل حماة تعرف حجم العمل الذي أنجزه في تصوير الثورة”.

 

كان عبد الكريم العقدة يستخدم اسما مستعارا هو ‘أبو حسن’ وكان يعمل مراسلا لشبكة ‘شام’ الإخبارية في حماة وصوّر ما يزيد عن ألف مقطع فيديو لحساب الشبكة ونشر بعضها في قناته على موقع ‘يوتيوب‘، وفقاً لتقارير الأخبار. وقد غطى المعارك بين القوات التابعة للنظام وبين الجيش السوري الحر، كما غطى عمليات القصف التي شنتها القوات الحكومية، والخسائر في الأرواح بين المدنيين، حسب تقارير الأنباء.

 

وقد نشرت شبكة ‘شام’ الإخبارية آلاف المقاطع المصورة التي توثق الاضطرابات في سوريا منذ انطلاق الانتفاضة السورية في آذار/مارس 2011. وقد استخدمت وسائل الإعلام الدولية المقاطع التي بثتها شبكة ‘شام’، بما في ذلك قناة ‘الجزيرة’ وقناة ‘بي بي سي’.

 

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشجب هذا الاستهداف وهذه الجريمة الوحشية الذي ذهب ضحيتها عبد الكريم العقدة. إن الصحفيين مدنيون، ويجب على الجيش أن يعلم أنه سيخضع للمساءلة بسبب ممارساته ضد الصحفيين”.

 

وقد لقي 21 صحفياً على الأقل حتفهم بينما كانوا يغطون النزاع في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر، بما في ذلك صحفي قُتل في لبنان قرب الحدود السورية، مما يجعل سوريا أخطر مكان في العالم للصحفيين، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.

 

وكانت لجنة حماية الصحفيين قد وثقت تصاعداً في المخاطر التي تواجه الصحافة في سوريا خلال الأسابيع الخمسة الماضية، بما في ذلك اختفاء ثلاثة صحفين أجانب. فقد أُعلن عن اختفاء المصور التركي جنيد أونال والمراسل الصحفي بشار فهمي، وهو مواطن أردني من أصل فلسطيني، واللذين يعملان مع قناة ‘الحرة’ التي تمولها الحكومة الأمريكية، وذلك في مدينة حلب في شمال البلاد في 20 آب/أغسطس، وفقاً لتقارير الأنباء. وبعد ستة أيام من ذلك، ظهر جنيد أونال في مقطع فيديو قال فيه إنه تعرض للاحتجاز بينما كان يقوم بعمله في سوريا، ولكنه لم يحدد الجهة التي احتجزته، ومع ذلك ظهر المقطع على محطة تلفزيونية مؤيدة للحكومة. ولم يذكر أونال زميله فهمي. ولم تتوفر منذ ذلك الوقت معلومات حول مكان وجود الصحفيين أو ظروفهما.

 

انقطعت أخبار الصحفي الأمريكي المستقل أوستن تايس منذ أكثر من شهر. وفي نهاية آب/أغسطس، صرّح سفير جمهورية التشيك والذي يمثل المصالح الأمريكية في سوريا، بأن الحكومة احتجزت تايس، ولكن السلطات رفضت تأكيد ما إذا كانت تحتجزه، حسبما ذكرت تقارير الأنباء. ولا تُعرف أية تفاصيل أخرى عن مكان وجوده أو ظروفه.

 

وقال ماهوني من لجنة حماية الصحفيين، “نطالب الجهات التي تحتجز جنيد أونال وبشار فهمي وأوستن تايس بالإفراج عنهم فوراً”.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول سوريا، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لسوريا على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.